في هذا اليوم الكريم، الذي أكرمنا به خير الرعيل زايد الخير والعطاء ، وراشد الرؤى والبناء، بأن وهبانا خير هدية تستحق التبجيل، فبين كل السبل لا سبيل سوى لوحدة تحقق المستحيل ، فكانت هدية الإتحاد، وصنع نهضة الأمجاد ، ودرء فتنة الأحقاد ،وتحدي إرادة الحساد؛ فصناعة الإنسان قد بدأت تتأصل ، بأنه خير ثروة لهذا الاتحاد الوليد ، وملامح الحضارة بدأت تتشكل، ببزوغ أدلة لهذه الأرض لمكانتها يعيد ببزوغ شمس حضارتها من حضارة أم النار أبوظبي وحضارة ساروق الحديد في دبي وحضارة ملوخا في المليحة وغيرها في أنحاء متفرقة من دولتنا الموحدة؛ لتعطي انطباعا لا مناص عنه بأن أسلافنا الذين عاشوا هاهنا قبل ستة آلاف عام قبل الميلاد كانوا منفتحين على الآخرين ثقافيا ومتواصلين معهم تجاريا وإنسانيا .
وإذ نحتفل بهذه الذكرى السعيدة لميلاد الدولة المجيدة في عامها السادس والأربعين .

لا ننسى التضحيات الجسام في بذل الغالي من روح طاهرة وأجساد زاهرة ؛ ليبقى هذا الغالي مرفرفا في السماء عال،منذ أول شهيد يسقط مضرجا بدمائه في جزيرة طنب الكبرى -في٣٠ من نوفمبر قبل الإتحاد بيومين- إلى قوافل مترجلة إلى بارئها أبت إلا أن تموت دون أرضها وعرضها ملبية دعوة قادتها بالجود بأسمى مافي الوجود ، حامية الحدود، ومأمنة أرض الجدود؛ لتبقى هذه الارض بإذن الواحد الأحد أرض الإتحاد ، وأصدق وحدة عربية على مر التاريخ ، اجتمعت بحد الود لا بحد الحد ، فكان عطاؤها لخير الإنسانية ممتدا، فدمتم ياشهداءنا خالدين عند رب العالمين. ودامت الإمارات حرة أبية موحدة عربية ، ودامت قيادتنا الرشيدة التى مدت أياديها فكان خيرها سباق لنصرة الرفيق والشقيق والصديق ،وكان عطاؤها خلاق لخير شعب مرتبط بقيادته في كل الآفاق.
علي بن محيل